ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺫﻛﺎﺀ


ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﻌﻴﺪﺓ  ﻭﻓﻮﻕ ﺃﺭﺽ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﻰ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺫﻛﺎﺀ ﻭﻋﻠﻤﺎً .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻰ ﺩﺍﺭﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻓﻰ ﺃﻣﺎﻥ  ﻭﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﻭﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ 
ﺭﺑﺢ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺟﻠﺲ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﻳﺤﺒﻬﺎ ، ﻭﺣﻔﺮ ﻭﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ  ﺟﺎﺀ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻻﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ  ﻓﻔﻜﺮ  ﻭﻓﻜﺮ 
ـ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ؟ !
ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻗﺎﻝ :
ـ ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺭﻯ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺺ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﻝ 
ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺭﺃﻧﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ 
ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﻠﺌﻴﻢ  ﻭﻗﺎﻝ :
ــ ﺟﺌﺘﻚ ﻣﺴﺘﺸﻴﺮﺍً ، ﻭﻣﺎ ﺧﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭ 
ﻓﺸﺪ ﺍﻟﻠﺺ ﻗﺎﻣﺘﻪ ، ﻭﺃﻏﻠﻆ ﺭﻗﺒﺘﻪ  ﻭﻗﺎﻝ :
ـ ﺍﺳﺘﺸﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ، ﻭﻟﺴﻮﻑ ﺗﺠﺪ ﻋﻨﺪﻯ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻓﻰ ﺫﻛﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ :
ـ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻝ ﻭﻓﻴﺮ ، ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻯ ﺃﺣﻔﻈﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻞ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ، ﺃﻭ ﺃﺧﺒﺌﻪ ﻓﻰ ﺑﺴﺘﺎﻧﻰ ﻓﻰ
ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻣﻴﻦ ؟؟
ﻓﻬﺰ ﺍﻟﻠﺺ ﺭﺃﺳﻪ  ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻪ :
ـ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻋﺮﻓﻪ 
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ :
ــ ﻻ  ﺇﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻣﺮ ﺧﻄﻴﺮ
ﺍﺣﻔﻈﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ  ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﻰ ﺃﻣﺎﻥ 
ﻭﺷﻜﺮﻩ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻭﻗﺎﻝ :
ــ ﺻﺪﻗﺖ  ﻏﺪﺍً ﺃﺣﻔﻈﻪ ﺑﺎﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ 
ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻩ ﻭﺗﺴﻠﻖ ﺍﻟﻠﺺ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ  ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻕ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ  ﻭﻗﺎﻝ :
ــ ﺳﺂﺧﺬﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﻴﻀﻌﻪ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ 
ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻷﻋﻤﻰ ، ﻭﺃﺧﺬ ﻣﺎﻟﻪ ، ﻭﺍﻟﻠﺺ ﻳﺮﺍﻗﺒﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ، ﻭﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ  ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺟﺎﺀ
ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺣﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ  ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﺳﻮﻯ ﻭﺭﻗﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ :
( ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﻓﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺫﻛﺎﺀ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺪﻋﻪ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ)
 

الرجوع الى المكتبة