النقطـــة الصغـــيرة


سامرٌ تلميذ صغير، في الصفِّ الأوَّل‏ يقرأ جيِّداً، ويكتبُ جيّداً لولا النقطة‏ يراها صغيرة ليس لها فائدة‏
فلا يهتمُّ بها عندما يكتب‏ وينساها كثيراً فتنقص درجته في الإملاء‏ يتعجبُ سامر ولا يعرف السبب‏
يأخذ دفتره ويسأل المعلِّمة‏ :أين أخطأت‏
فتبتسم المعلِّمةُ وتمدُّ إصبعها وتقول:‏ هذه الغين لم تضع لها نقطة‏ وهذه الخاء لم تضع لها نقطة‏
وهذه وهذه‏ يزعل سامر
 ويقول: من أجل نقطة صغيرة تنقصين الدرجة‏
النقطة الصغيرة لها فائدة كبيرة‏
كيف‏
هل تعرف الحروف‏
أعرفها جيداً‏
قالت المعلِّمة:‏ اكتب لنا حاءً وخاء
كتب سامر على السبّورة: ح خ‏
قالت المعلِّمة:‏ ما الفرق بين الحاء والخاء‏
تأمّل سامرٌ الحرفين ثم قال:‏ الخاء لها نقطة والحاء ليس لها نقطة
قالت المعلّمة:‏ اكتبْ حرفَ العين وحرف الغين‏
كتب سامر على السبورة: ع غ‏
ما الفرق بينهما‏
الغين لها نقطة والعين بلا نقطة‏
قالت المعلّمة:‏ هل فهمْتَ الآن قيمَةَ النقطة‏
ظلَّ سامر صامتاً فقالت له المعلّمة:‏ اقرأ ما كتبْتُ لكم على السبورة‏
أخذ سامر يقرأ:‏ ماما تغسل‏
ركض الخروف أمام خالي‏
وضعَتْ رباب الخبزَ في الصحن‏
قالت المعلِّمة:‏ اخرجي يا ندى واقرئي ما كتب سامر‏
أمسكَتْ ندى دفترَ سامر وبدأَتْ تقرأ بصوت مرتفع:‏ ماما تعسل
ركض الحروفُ أمام حالي‏
وضعَتْ ربابُ الحبرَ في الصحن‏
ضحك التلاميذ وضحك سامر‏
هدأ التلاميذ جميعاً وظلّ سامر يضحك‏
قالت المعلِّمة:‏ هل تنسى النقطة بعد الآن‏
قال سامر:‏ كيف أنساها وقد جعلَتِ الخبزَ حبراً‏ والخروفَ حروفا



الرجوع الى المكتبة